الجيش الإسرائيليّ أطلق صاروخاً على بناية فقتل اثنين من سكّان الطابق السّادس
إفادات معاذ صبح وبراء صبح
عزّت معين محمد القولق (الكولك)، 44 عاماً
زوجته دعاء عمر عبد الله القولق (الكولك)، 38 عاماً
زيد عزّت معين القولق (الكولك)، 8 سنوات
آدم عزّت معين القولق (الكولك)، 3 سنوات
محمد معين محمد القولق (الكولك)، 41 عاماً
حلا محمد معين القولق (الكولك)، 12 عاماً
يارا محمد معين القولق (الكولك)، 9 سنوات
رلى محمد معين القولق (الكولك)، 5 سنوات
أمين محمد حمد القولق (الكولك)، 89 عاماً
سعديّة طاهر يوسف القولق (الكولك)، 84 عاماً
ختام موسى هاشم الكولك (القولق)، 47 عاماً
فوّاز أمين محمد الكولك (القولق)، 62 عاماً
رهام فوّاز أمين الكولك (القولق)، 32 عاماً
سامح فوّاز أمين الكولك (القولق)، 28 عاماً
زوجة سامح: آيات إبراهيم خليل الكولك (القولق)، 19 عاماً
وطفلهما قصي سامح فوّاز الكولك (القولق)، أربعة أشهر
عبد الحميد فوّاز أمين الكولك (القولق)، 22 عاماً
بهاء أمين محمد القولق (الكولك)، 48 عاماً
أمل جميل سلامة القولك (الكولك)، 42 عاماً
وأولادها: طاهر شكري أمين القولق (الكولك)، 23 عاماً
أحمد شكري أمين القولق (الكولك)، 15 عاماً
هناء شكري أمين القولق (الكولك)، 14 عاماً
دانا رياض حسن اشكُنتنا، 9 سنوات
لانا رياض حسن اشكُنتنا، 5 سنوات
يحيى رياض حسن اشكُنتنا، 4 سنوات
زين رياض حسن اشكُنتنا، سنتان
ديما رامي رياض الإفرنجي، 15 عاماً
يزن رامي رياض الإفرنجي ، 13 عاماً
ميرا رامي رياض الإفرنجي ، 11 عاماً
أمير رامي رياض الإفرنجي ، 9 سنوات
توفيق إسماعيل حسين أبو العوف، 79 عاماً
زوجته مجديّة خليل أبو العوف، 82 عاماً
أيمن توفيق إسماعيل أبو العوف، 49 عاماً
ريم أحمد خيل أبو العوف، 40 عاماً
توفيق أيمن توفيق أبو العوف، 17 عاماً
تالا أيمن توفيق أبو العوف، 13 عاماً
روان علاء صبحي أبو العوف، 19 عاماً
شيماء علاء صبحي أبو العوف، 21 عاماً
صبحيّة إسماعيل أبو العوف، 73 عاماً
من سكّان البناية
صاحب دكّان لأدوات البناء في أسفل البناية
كنّا نقيم في عمارة أبو العوف في الطابق الرّابع وهي بناية من أربعة طوابق، في شقّة مساحتها 180 متراً مربّعاً استأجرناها قبل خمسة أشهر تقريباً. أقمت مع زوجي وأبنائنا محمد (18 عاماً) وخالد (12 عاماً) وعادل (26 عاماً) وزوجته وطفلهما وهو رضيع وُلد قبل ثمانية أشهر.
في مساء يوم السّبت ذهب ابني عادل مع زوجته لزيارة عائلتها. بعد منتصف اللّيل عند السّاعة 12:30 قلت لزوجي وأبنائي أن يذهبوا للنوم وإنّهم يجب أن يرتاحوا ويتجاهلوا الصّواريخ. توجّهت إلى غرفتي وتوجّه أبنائي كلّ إلى غرفته وبقي زوجي جالساً في غرفة الصّالون. ما كدت أحمل هاتفي حتى سمعت انفجارات قويّة جدّاً وأخذ البيت يميل شمالاً ويميناً.
ركضت مُسرعة إلى غرف أبنائي وخلال ذلك رأيت جدران المنزل قد بدأت تتصدّع والمنزل كلّه مليء بالغبار والحجارة الصّغيرة. فتحت باب غرفة خالد ومحمد الملاصقة لغرفتي وصرخت أنادي زوجي لكي يأتي ويساعدنا لكنّه لم يجب. حين دخلت إلى غرفتهما احتضنني محمد فوراً وكان خالد نائماً في سريره. بعد ثوانٍ عدّة سقط صاروخ آخر على البناية فوقعنا أرضاً أنا ومحمد وتهاوى فوقنا ركام المنزل. سمعت خالد يصرخ “ماما ساعديني، لقد كُسرت يدي!”. طلبت منه أن يصرخ بأعلى صوته لكي أطمئنّ أنّه بخير فأنا لم أستطع رؤيته. طوال هذا الوقت كنت أحتضن محمد.
وقع الحائط عليّ والخزانة وقعت على محمد. سألت محمد إن كان هاتفه معه فقال نعم وعندئذٍ طلبت منه أن يتّصل بعمّه حسن القمع وبشقيقته غدير ففعل. قال لهُما: “لقد قصفوا منزلنا ونحن مدفونون تحت الرّكام، ولا نسمع صوت والدي”.
بدأت أشعر بالاختناق بعد وقوع السّقف فوقي فلم يكن هناك منفس. حاول محمد أن يساعدني على النهوض ولكنّه لم يتمكّن من ذلك. بقينا تحت الأنقاض مدّة ثلاث ساعات تقريباً. رفع محمد هاتفه على عصا لكي تعثر علينا قوّات الدّفاع المدني.
في مرحلة ما غبت عن الوعي وحين أفقت وجدت نفسي في مستشفى الشفاء. سألت عن أولادي وزوجي. عندما تبيّن لي أنّ محمد في سرير بجانبي أمسكت بيده. بعد مضيّ ساعة تقريباً جاء خالد لرؤيتي ففرحت كثيراً عندما رأيته قبالتي. كانت لديّ كدمات في جميع أنحاء جسمي ودم متخثّر. ما زلت أعاني من الكدمات حتى الآن. محمد أيضاً كانت لديه كدمات في كلتي رجليه. خالد وضعه كان أصعب حيث كُسرت يده اليمنى وتضرّر عصب يده إضافة إلى الكدمات، وهو لا يزال يتلقّى العلاج وقد يحتاج إلى عمليّة جراحيّة.
في الصّباح سألت الممرّضات عن زوجي فقلن لي: “إنّه بخير، يعاني فقط من كسر في رجله ويخضع الآن لعمليّة جراحيّة”. بعد ذلك سألت عنه مرّة أخرى فأخبرني زوج ابنتي أنّه في قسم العناية المكثّفة لكثرة ما استنشق من غبار ودخان وأنّ الأطبّاء يريدون مراقبة وضعه. قلت لهُم “أريد أن أراه” فقالوا إنّ وضعه لا يسمح بذلك وإنّه لا يمكن التحدّث بالهاتف مع مرضى قسم العناية المكثّفة.
عندما تقرّر خروجي من المستشفى قلت إنّني أريد أن أرى زوجي فقيل لي “من الأفضل أن تذهبي أوّلاً إلى المنزل ثمّ تعودي لزيارته لاحقاً”. خرجت من المستشفى إلى منزل والديّ، استبدلت ملابسي وقلت لعائلتي إنّني أريد أن أعود إلى المستشفى. لاحظت أنّ تعابير وجوههم قد اختلفت. سألتهم ما الذي جرى إذ أحسست أنّ هناك شيء ما. قلت لهُم “أخبروني ما الذي جرى!” وفي تلك اللّحظة احتضنتني أختي سناء وهي تقول لي: “شدّي حيلك. فليصبّرك الله ويعوّضك”. في هذه اللّحظة أدركت أنّ حازم قد استُشهد. توجّهت فوراً إلى منزل والدي زوجي. عندما رأيته كان يبدو نائماً كأنّما سوف يستيقظ الآن وينهض. احتضنته وأنا أصرخ: “انهض يا حازم!”. أولادي انهاروا تماماً. لقد كانت تلك أصعب لحظات مرّت علينا في حياتنا.
في الأيّام الأولى بقيت مع خالد ومحمد في منزل والديّ في حيّ الدرج بغزّة، وابني عادل استأجر شقّة له ولزوجته. بعد أسبوعين استأجرت أنا أيضاً شقّة في حيّ الرّمال لكنّ خالد لم يقبل الانتقال إليها. وضعه سيّء نفسيّاً وجسديّاً. يظلّ خائفاً ولذلك أراد أن يبقى في منزل جدّه لأنّه يشعر بأمان أكثر قرب أخواله. يرفض أن يُطفئ النور في اللّيل ويخاف الذهاب إلى المرحاض لوحده فيطلب من أبناء أخواله أن يرافقوه. يخاف أن يقع قصف مرّة أخرى. هو يرفض تلقّي دعم نفسيّ. ذهب مرّة واحدة وقرّر أنّه لا يريد استكمال الجلسات. أنا قلقة عليه كثيراً وعلى مستقبله. كيف سيواصل حياته هكذا؟ لقد كان متعلّقاً بوالده كثيراً ولذلك يصعب عليه فراقه.
محمد طالب في مدرسة الأزهري وهو يستعدّ الآن لامتحانات التوجيهي. هو أيضاً في حالة نفسيّة صعبة. لقد خرجنا من منزلنا وتركنا كلّ شيء بما في ذلك الكتب وأوراق الامتحانات. أتمنّى أن يتجاوز مصاعب هذه الفترة وينجح في الامتحانات دون أيّ رسوب.
وضعنا الاقتصاديّ صعب. فقدت جميع مصاغي الذهبيّ وكلّ أثاث المنزل ومبلغ ألف شيكل تقريباً كان معي في المنزل. الأهل والأصدقاء يساعدوننا على تأثيث المنزل ودفع إيجار الشقّة.
أنا أشتاق لحازم طوال الوقت فقد كان كلّ شيء بالنسبة إليّ. لا حياة في البيت بدونه. البيت في غيابه مجرّد فراغ وجُدران. الآن أنا أتحمّل المسؤوليّات وحدي. أحياناً أقول في نفسي ليتني متّ معه. حازم كان إنساناً رحب الصّدر كبير القلب عطوفاً شفوقاً عليّ وعلى بناتنا. ابنتنا غادة كانت متعلّقة به كثيراً. كان يزورها كثيراً بعد أن تزوّجت وانتقلت إلى منزلها. إنّها تبكي طوال الوقت وتقول إنّها مشتاقة له كثيراً.
أدعو الله أن يشملنا برحمته ويصبّرنا على هذا الفقدان. الجيش الإسرائيلي شنّ الغارة على منزلنا دون أيّ سبب. هُم حتى لم يوجّهوا لنا إنذاراً مسبقاً قبل القصف. فجأة تفجّر المنزل ونحن داخله. أتساءل طوال الوقت لماذا قصفوا منزلنا وحرموني من زوجي وحرموا أولادي من أبيهم؟
هذه الإفادة سجّلتها ألفت الكُرد في 6.6.21.
* يزعم جيش إسرائيل أنّ شبكة أنفاق حماس كانت تمرّ تحت هذا الشارع.
أنا أشتاق لحازم طوال الوقت فقد كان كلّ شيء بالنسبة إليّ. لا حياة في البيت بدونه. البيت في غيابه مجرّد فراغ وجُدران.
إفادات معاذ صبح وبراء صبح
إفادة عبد الكريم بركة
إفادة زياد حلّس
إفادة سائد أبو عاصي
إفادات محمد الحتو ومعاوية الوحيدي
إفادة إبراهيم أبو سعادة
إفادة إبراهيم أبو سكران
إفادات ناصر أبو فارس وإسماعيل عيّاش
إفادة عزّ الدّين الرّنتيسي
إفادات منى أمن ويوسف أمن
إفادات طاهر المدهون وحاتم الطناني
إفادات محمد العطّار ومنار العطّار
إفادة أحمد خالد
إفادة إبراهيم سلامة
إفادات محمد العرعير ولبنى بهار
إفادة آمال المصالحة
إفادة محمد زياد أبو داير
إفادات سعد عسليّة وسعيد عسليّة ودنيا عسليّة