الجيش الإسرائيليّ أطلق صاروخاً على بناية فقتل اثنين من سكّان الطابق السّادس
إفادات معاذ صبح وبراء صبح
آدم محمد علي الفرعاوي، 18 عاماً
عبد الله أشرف عبد الله جودة ، 12 عاماً
عند السّاعة 20:30 مساء يوم الجمعة الموافق 14.5.21 كنت مع أسرتي في منزلنا في الطابق الثالث. كنت أنا في السّرير وزوجتي بجانبي، وكانت ابنتنا دينا (15 عاماً) في غرفتها. في الغرفة المجاورة لغرفتنا كان آدم ابننا نائماً في الجهة الشماليّة من الغرفة. وكان بقيّة أولادنا في غرفة الصّالون وهُم دينا (17 عاماً) ومحمود (12 عاماً) ولينا (10 سنوات).
فجأة سمعنا انفجاراً هائلاً. بعد ذلك علمت أنّهما كانا صاروخين: أصاب الأوّل منهما الشقّة التي تحتنا فاشتعل فيها حريق امتدّ إلى شقّتنا فاحترقت غرفة نومنا وغرفة آدم. الصّاروخ الثاني أصاب غرفة آدم مباشرة لكنّه لم ينفجر.
وقعت وزوجتي عن السّرير. نهضت مسرعاً نحو الباب فيما أحاول إخماد النيران وحين خرجت من غرفتي وجدت آدم واقفاً عند باب غرفته وهو عبارة عن كتلة من النيران. كانت شقيقته ديما تقف أمامه تستغيث بنا أن ننقذه. صرت أطفئ النار المشتعلة في جسد آدم ولففته ببطّانيّات وأنا مرتاع من إمكانيّة سقوط صاروخ آخر أثناء محاولة إنقاذه. تمكّنت من إخراجه حتى مدخل المنزل، غطّيته وقلت له “استرح هنا”.
بعد مضيّ عدّة دقائق جاءت سيّارات الإسعاف ونقلت إحداها آدم إلى المستشفى وقد صعدت سحر معه. كان يقول لها إنّه يتألّم كثيراً وهي تطمئنه أنّه سوف يتحسّن. عُدت إلى المنزل لكي أتفقّد بقيّة أولادنا. بينما كانت سيّارات إطفاء تعمل على إخماد الحريق من الخارج كنت أحاول بدوري إخماد النيران داخل المنزل. تحوّل منزلنا إلى خرابة لا تصلح للسّكن وخاصّة غرفة آدم.
بعد ذلك خرجت من المنزل وسقطت مغشيًا عليّ. جاء الجيران وحارس البناية وسيّارة الإسعاف وتمّ نقلي إلى مستشفى الشفاء. دينا ولينا ذهبتا إلى منزل جيراننا، أمّا محمود وديما فقد جاءا إلى المستشفى ليساندا سحر.
احترق 95% من جسم آدم. حاولوا معالجته في قسم الصّدمات حتى السّاعة 23:00 ولم يتمكّنوا من مساعدته. بعد ذلك تمّ نقله إلى قسم العناية المكثّفة ولم يسمحوا لي ولزوجتي أن نراه. ذهبنا إلى منزل عمّة زوجتي المقيمة قرب المستشفى.
عند السّاعة 2:00 بعد منتصف اللّيل أبلغنا المستشفى أنّ آدم قد توفّي. كانت تلك أصعب لحظة مرّت عليّ في حياتي خاصّة أنّه لم يكن ممكناً إلقاء نظرة وداع عليه. لم يكن ليخطر في ذهني أبداً أن يموت ابني وصديقي وحبيبي وهو شابّ في مقتبل العُمر. كان أملي أن يعمل في الشركة ويواصل المشوار من بعدي لكنّ الجيش الإسرائيلي قضى على حُلمي وحطّم آمالي. والدة آدم لا تتوقّف عن البكاء وهي تحدّق طوال الوقت في صور آدم. لقد كان بكرها وكانت تنتظر اليوم الذي تفرح فيه عريساً ثم أباً لعائلة، وكانت تحلم أن ترى أولاده لكنّ هذا كلّه لن يحدث. لقد سرق الجيش الإسرائيليّ حُلم العائلة.
كان آدم لاعب تايكواندو معروفاً في الأوساط الرياضيّة. كان النادي الذي كان يتدرّب فيه يعدّه لمباريات في فرنسا لكنّ الجيش الإسرائيليّ حرمنا أيضاً من رؤيته متفوّقاً ونجماً لامعاً في هذا المجال. إخوته وأخواته ما زالوا حتى الآن تحت وقع الصّدمة وحالتهم النفسيّة صعبة للغاية. كلّهم كانوا يحبّونه إذ كان يلعب معهم ويساعدهم في واجباتهم المدرسيّة وكان لهُم صديقاً مقرّباً. لقد ذهب آدم إلى غير رجعة.
لقد تهدّم منزلنا، السّقف الآمن الذي كان يؤوينا. إنّه لا يصلح للسّكن الآن فكلّ شيء فيه احترق. حاليّاً نحن مشتّتون ننتقل من منزل إلى منزل ومن صديق إلى صديق. أدعو الله أن يمنحني الصّبر والسّلوان في هذه الفترة العصيبة.
* والد عبد الله أشرف عبد الله جودة كان عضو في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلاميّ.
وقعت وزوجتي عن السّرير. نهضت مسرعاً نحو الباب فيما أحاول إخماد النيران وحين خرجت من غرفتي وجدت آدم واقفاً عند باب غرفته وهو عبارة عن كتلة من النيران. كانت شقيقته ديما تقف أمامه تستغيث بنا أن ننقذه.
إفادات معاذ صبح وبراء صبح
إفادة عبد الكريم بركة
إفادة زياد حلّس
إفادة سائد أبو عاصي
إفادات محمد الحتو ومعاوية الوحيدي
إفادة إبراهيم أبو سعادة
إفادة إبراهيم أبو سكران
إفادات ناصر أبو فارس وإسماعيل عيّاش
إفادة عزّ الدّين الرّنتيسي
إفادات منى أمن ويوسف أمن
إفادات طاهر المدهون وحاتم الطناني
إفادات محمد العطّار ومنار العطّار
إفادة أحمد خالد
إفادة إبراهيم سلامة
إفادات محمد العرعير ولبنى بهار
إفادة آمال المصالحة
إفادة محمد زياد أبو داير
إفادات سعد عسليّة وسعيد عسليّة ودنيا عسليّة